والحاصل: أن الفتن التي جرت بين الصحابة رضي الله تعالى عنهم يجب أن يكون حظ العاقل منها حسن الظن بالصحابة الكرام، والسكوت عن الكلام فيهم إلا بخير، والترضي عن الصحابة جميعاً، وموالاتهم ومحبتهم، والجزم بأنهم دائرون في اجتهاداتهم بين الأجر والأجرين.
ولقد أحسن شارح الطحاوية حيث قال بعد أن أشار إلى ما جرى بين علي ومعاوية رضي الله تعالى عنهما: (ونقول في الجميع بالحسنى: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر:10].
ثم قال: والفتن التي كانت في أيامه -أي: أيام أمير المؤمنين علي رضي الله تعالى عنه- قد صان الله عنها أيدينا فأسأله سبحانه وتعالى أن يصون عنها ألسنتنا بمنه وكرمه).
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على خير خلقه وأفضل أنبيائه ورسله، نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.