إلى الشام فنزل بالنعمان الملك الغساني وعنده أبن الخمس التغلبي وهما جميعاً يخافان النعمان بن المنذر، يخافه الحارث لقتله ولده ويخافه أبن الخميس لما تم من حيلة الحارث عليه وعلى امرأته فيه حتى أخذه منهما جميعاً. وقد تقدم ذكر ذلك فضمهما جميعاً جوار الملك النعمان الغساني وفي نفس أبن الخمس على الحارث ما في نفسه. وكان للنعمان الغساني نلقة في حلقها مدية معلقة وهي مهملة لا تحفظ ولا يرعاها راع، بل ترعى حيث شاءت، وإنما أراد النعمان أن يسار للنلقة طاعة من تحت يده له، وكانت للحارث زوجة حامل فاشتهت شحمها فطلبته منه، فعمد الدولة الناقة وهي145 هاملة ترعى في بعض مرابعها فأناخها في مذنب ثم عقلها وكبت سبلتها أي نحرها ثم جب سنامها فأخذه فوجدت منحورة. فعظم ذلك على النعمان فقال له أبن الخمس: إن الحارث نحرها فاقتله. فقال له: كيف أغدر به ولم يتبين عدره؟ قال: فدس إلى امرأته من يعلم خبر ذلك. فدس إليها عجوزاً مسكينة فقالت لها: يا بنية إنني أشتهي حماً فان كان في بيتك منه شيء فأطعميني، فأعطتها منه شيئاً. فلما ذهبت لتخرج به دخل الحارث فقال: ما هذه العجوز؟ فأخبرته فعلم إنها عين عليه فخنقها وحفر لها في البيت ودفنها، فانقطع خبر العجوز عن الملك. فاخبر أبن الخمس، فقال له: غالها ما