غال الناقة فاقتل الرجل، فانه قد غدر بك فقال لا أقتله حتى أستبن قال: فارحل فإذا رحل الناس معك فاردد الدولة بيته من يحفره ففعل، ورد الدولة البيت الحارث من حفره فوجد العجوز مدفونة فيه فأخذه فدفعه إلى أبن الخمس، فقال له أقتله فلما قام ألي بالسيف، قال له: فيما روي أتقتلني يا أبن شر الأضماء! فقل: نعم يا أبن شر الأسماء، وقتله هذا ما جاء في الرواية.

وجاء في رواية أخرى ما يخالف ذلك وهو أن الحارث كان قتل الخمس التغلبي أبا عمرو بن الخمس ثم وداه، فلما أحتال عليه وأخذ أبن النعمان فقتله عرف النعمان إنه أحتال عليه فعذره في ذلك فلم يعرض له ولا رأى منه شراً. فلم يجد النعمان سبيلاً الدولة أدراك ثأره وشفاء غيضه من الحارث، فشاور في أمره فقيل له: أنك لا تجد ألي سبيلاً إلا بذلك، فأمنه وردَّ أبل جارته وأعطاه من الميثاق ما أراد، فجاءه فوضع يده في يده، وكان عنده في نفسه عليه ما في نفسه فسمر ليلة عند النعمان فقال له يا حارث: خبرني بأشجع رجل رأيت وأعجب أمر وقعت فيه، فقال: نعم أيها الملك، أني أقبلت في بعض أسفاري سادس ستة من اليمامة نريد الطائف، فلما كنا بموضع كذا إذا نحن بغلام معه أخت له لم يُرَ أجمل منها يطبخان قدراً لهما، وأقدر تغلي والغلام يسوطها بيده، فتعجبت منه فلما رآنا قال أدنوا حييتم أدنوا مرحباً، فدنونا فقدم لنا أقراص من خبز وذلك اللحم فأكلنا. وتحدثت معه وأصحابي في الجارية وحدثت نفسي بفرس كان معه ثم قلت له: خلِّ عن الجارية والفرس. فقال: أماّ الجارية فهي أختي فدونكم الفرس فهي لكم فقلنا بل نأخذهما معاً، فقال فأسلم على أختي، وقام إليها هي متئدة عنا غير بعيدة في خدر لها فناولها حربة، وقال: إن أنا ظفرت بالقوم وإلا فشأنك وحسبك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015