وعمرو بن هند قد صقعنا جبينه ... بشنعاء تشفي سورة المتظلم
وقال الفرزدق الجرير:
ما ضر تغلب وائل أهجوتها ... أم بلت حيث تناطح البحران
قوم هم قتلوا أبن هندٍ عنوة ... عمراً وهم قسطوا على النعمان
قتلوا الصنائع والملوك وأوقدوا ... نارين قد علتا على النيران
فلم يكن لهذا الملك من مواليه وحشمه وجلسائه وجنده وخدمه المحيطين بن المحدقين بسرادقه من يدفع عنه رجلا واحداً؟ ويكف يده أو يعاجله حين قتله فيقتله به أو يمنعه ويمنع الفرسان الذين معه من النهب والسبي بعد القتل؟ ومن صور في نفس الحال هذا الملك علم بحقيقتها.
ومن أحاديثهم معهم أن يزيد بن عمرو بن حنيف بن ثعلبه بن سعد بن ضبيعة البكري قتل حسان بن المنذر، وهو أبن هِرّ وهي أمه وذلك يوم شاحب وهو واد باليمامه ففي ذلك يقول الأعشى:
ومنا أبن عمرو يوم أسفل شاحب ... يزيد والفت خيله غمرانها
سما لابن هِرّ العجاج بطعنة ... تسيل تسيل على حيزومه نعرانها