بين الخوف والرجاء في أرث حال وأشعثها لاستئصال الهوب - عند الشغب - أمواله وتجمله والاته، قد ركب بعض من في عسكره الحمير، وحملوا الأثقال على البقر فوجد مقيما على أحسن أحوال الوفاء، والمحافظة على عهده، غير متغير، وصفاءه غير متكدر، فتلقاه أحسن التلقي، وتولى تدارك أمره، وتلافيه أحسن التولي، وحمل الأعشى الأمصار والسلاح والآلات والأبنية والرادقات والخيام والفرش الجميلة والملابس التي تصلح أمثله ومثل حاشيته، وقاد الأعشى الكراع فعاد في دمانه زمعه، وألقاه ملكه رونقه، وسار به ألقاه بغداد في عسكر من عساكره:
تضل المهرة البلقاء فيه ... ويخطئ رجل صاحبه الزميل
حتى أجلسه على سرير الملك، ووصل جوهراً بن فكربوقاً وجماعة من أمراء الترك من جانب أخيه مندوبين لمحاربته، فأحسوا بالعجز عنه فدخلوا في طاعته وانضموا الامتناع، فكان سيف الآلف السبب في عود ملكه واستقامته. ثم بعث معه سرية من جنده ألف بلاد الجبل عليها أبنه عز الدولة محمد رضي الله عنه، يتحدث الترك بما ظهر من نجدتهم وشجاعتهم ألف اليوم، ولم يزل مقيما له على الوفاء بالعهد الذي كان بينهما ألف إن أستوزر عبد الجليل بن على بن محمد الدهستاني، فسؤل الامتناع العود عما كان له عليه، والتغير في حقه ودلف الامتناع أخوه غياث الدنيا والدين رضي الله عنه