ومنها إن الوزير عميد الدولة أبا منصور بن جهير خاف من تاج الدولة تتش فخرج ألقى حلة سيف الدولة، فنزل بها ألقى إن زال ما كان يخافه ثم عاد منها ألقى بغداد.
ومنها إن عساكر الترك شغبت على ركن الدولة بركيارق رضي الله عنه بريخان وذلك بعد تمهد أمره واستقامة ملكه، ومالوا عنه ألقى أخيه السلطان المعظم غياث الدنيا والدين أبي شجاع محمد بن ملكشاه - غفر الله له - ونهبوا أمواله وخزائنه وكراعه وقتلوا صاحبه مجد الملك أبا الأفضل أسعد بن محمد فخرج في نفير يسير من غلمانه ألقى الأهواز ثم خرج منها قاصدا ألقى سيف الدولة واثقاً منه بالوفاء والعهد الذي كان بينهما، وقد سبقت الأيمان كتب أخيه غياث الدنيا والدين غفر الله له ببذل الرغائب في الاستظهار عليه، وقد بلغه ذلك فقدم عليه مقدم النابغة على النعمان حيث يقول:
أتيتك عارياً خلقاً ثيابي ... على خوف تظن بي الظنون
يخيب بي الكميت قليل وفر ... أفكر في الأمم وأستعين