وطال عمر الحضمي وله مع عبد الله بن مسلم الباهلي أخي عتيبة بن مسلم حديث في معاتبة جرت بينهما بسمرقند لما أحضر قتيبة القدور الفضية ليراها الناس والحكاية معروفة. فطلب الحارث من قيس نصيبا مما أعطاه كسرى فلم يعطه فحسده وضاره وقصد إفساد أمره عند كسرى وكان الحارث قصيرا ذميما وقد كان وفد على كسرى من قبل فرآه وعرفه فلما ضمن كسرى قيسا جنايات بكر بن وائل قال له وتضمن على الرجل اللوتا يعني الحارث قال نعم. وفي رواية أخرى إنه قال له وتضمن الرجل القوطاف فلا أدري هي لغة للعجم يسمون بها القصير أيضاً أم هو خطأ من الراوي؟. وبلغ ذلك الحارث فارسل إلى قيس: لا تضمن عني فخالفه. وضمن عنه ثقة126 منه بنفسه ومكانه من قومه فخرج الحارث في رجال من بكر بن وائل منهم الهيثم بن جرير بن أساف بن علباء الذهلي وأبنان لسنان السدوسي فأغاروا على بارق وغيرها من أطراف البلاد فغنموا وأثروا في مصانع كانت لكسرى آثار قبيحة وأفسدوا على العمال أمور العمارة. فرفع ذلك إلى كسرى فأرسل إلى قيس فدعاه فذكر له ما جرى منهم في السواد. فقال ذلك سفيه من قومي حسدني لمكاني عندك فاراد إفساد أمري. فقال له أفمن الحلماء استهدتك؟ وأمر به فسجن بالانبار. وفي رواية أخرى إنه قال له لعلك لم تعطه مما أعطيناك شيئا فأرسل اليه والى أشراف قومك فليقدموا حتى نعطهم مثل ما أعطيناك وإنما أراد قتلهم ففطن قيس لذلك فكتب اليه:
غنينا وأغنانا غنانا وغالنا ... مآكل عما عندكم ومشارب