قيس لتلك الإنعام المحدثة والمبخشانية عرفت بحافره مبخش وأقام بالمكان وضمن لكسرى إن بكرا لا تدخل السواد ولا تفسد فيه. فجاء الحارث الرقاشي وهو الحارث بن وعله بن المجالد بن سري بن الريان بن الحارث بن مالك بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل وهو ورهطه يعرفون بالرقاسين ورقاس أم مالك بن شيبان بن ذهل وأخويه عامر وزيد مناة أبني شيبان عرف عقبهم بها فالرجل فيهم ينسب رقاشيا وهو الذي هجاه الأعشى فقال فيه:
آتيت حريثا عن جنابة ... فكان حريث عن عطائي جامدا
لعمرك ما أشبهت وعلة في الندى ... شمائله ولا أباه المجالدا
ومن ولده أبو ساسان الحضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة دفع إليه أمير المؤمنين عليه السلام الراية بصفين وهو يومئذ غلامو كان شجاعا شريفا في قومه. وقال له يوما بصفين يا بني أتقدر إن تتقدم برايتك هذه ذراعا؟ قال: نعم وعشرة. ثم تقدم بها إلى إن ناداه أمير المؤمنين عليه السلام حسبك. وقال في ذلك وهي أبيات:
لمن راية سوداء يخفق ظلها ... إذا قيل قدمها حضين تقدما