ثم لم يقتنع كسرى بقتل النعمان حتى كتب الى أياس بن قبيصة الطائي أين سلاح النعمان وأمواله ودروعه؟ وقيل إنها كانت أربع مائة درع فكتب اليه إنه وضعها في بكر بن وائل عند هانيء بن قبيصة الشيباني فارسل كسرى الى هانيء إن أحمل الي مال النعمان الذي عندك فقد علمت إنه عاملي ولا تكلفني إن أبعث الى قومك الجنود تقتل المقاتلة وتسبي الذرية. فارسل اليه هانيء أني أحد رجلين أما مكذوب عليّ فلا يجوز للملك إن يسمع فيّ الكذب أو مستودع فالحر لا يخون أمانته. فغضب كسرى وعزم على بعث الجنود اليهم وسمعوا بذلك فأغاروا على أطراف السواد فرفع الى كسرى ذلك فأزداد حنقا عليه وقد كان سمع بمطلع رسول الله (وظهور أمره وإن العرب تعز به حتى تقهر سائر الامم فتداخله حذر وأشفاق على ذلك وخاف ظهورهم على جنده فتثاقل على حمل الجنود وسأل عن عز أعزهم فذكروا له قيس بن مسعود بن قيس بن خالد بن عبد الله ذي الجدين بن عمرو بن الحارث بن همام بن مرة بن ذهل وهو أبو بسطام الفارس فأرسل إليه يدعوه فنهوه عن أتيانه وكان فيمن نهاه الأعشى الشاعر فعصاهم وقد عليه. فقال له: لو كنت تقدمت إليك من قبل ثم خالفت لقتلتك فانطلق فامنع قومك عن الفساد ووصله وأقطعه الابلة وجعل له طعمة من التمر ومائتا بعير لا تنقص كلما هلك منها بعير قام له عماله بعوضه وأعطاه عدة من الخيل فاحتفر