فكإن النعمان في حضانة زيد بن حمار أبي عدي بن زيد، وكان الاسود بن المنذر أكبرهم وأعقلهم، وكانت أمه ماوية بنت الحارث من جلهم من تيم الرباب وفيه يقول الاعشى:
لا تشكي الي وأنتجعي الاس ... ود أهل الندى وأهل النوال
وكان الاسود في حضانة عدي بن أوس بن مرينا، وبنو مرينا أهل بيت من أشراف أهل الحيرة، وأظنهم ممن كان يعرف بالاحلاف. فذكر لكسرى موت المنذر، فامر بان يستخلف مكانه من ينظر في أمر الحيرة وفرج العرب إلى إن يولي ملكا، فذكر له جماعة فلم يولهم، ومكث زمانا فضجر وقال لأبعثن إلى الحيرة أثنى عشر الفا من الاساورة ولاملكنَّ عيهم رجلا من الفرس ولآمرهم إن ينزلوا في دور العرب وأوطانهم. وإن يملكوا عليهم نساءهم وأموالهم، ثم التفت فرأى عديا واقفا في التراجم فقال له: ويلك يا عدي الم يبق في آل المنذر من فيه خير؟ قال: بلى، إن في ولده لبقية وخيرا. قال فابعث فاشخصهم. فبعث فأشخصهم إلى المدائن وأنزلهم عنده وأكرمهم، وكان هواه مع النعمان لحضانة أبيه إياه فأسر إليه أني لست أملك غيرك، فلا يوحشك تقصير يجري مني في حقك دون أخوتك، فأنني إنما أغترهم بذاك، وكان يفضل أخوته عليه في التنزل والإكرام، ويقصر في حقه ويخلو بكل رجل منهم على حدة وانفراد، فيقول له إذا دخلت على الملك