عليه مرازبنتهم وأساورتهم لان في المرازبة من كان ربما شاقق الاكاسرة في بعض الأحيان، وخرج عليهم، كرستم الادري وبهرام شيوبين وغيرهما، إذ لم يسمع بمثل ذلك عن ملوك العرب من الوقت الذي دان في عمرو بن عدي لاردشير بن بابك إلى إن أنقرض ملك الفريقين معا، يدل على ذلك ما تقدم ذكره من إن النعمان لما أراد إن ينتصر لم يجسر على ذلك حتى أستأذن كسرى، فكان من الطاعة له إلى هذا الحد.
ثم إن زيد بن عدي بن زيد لما كاده عند كسرى، وذكر عنده بناته وأخوا ته ووصف له جمالهن، قال له أكتب إليه في أنفاذهن. فهل بعد هذا التطاول والاستعلاء غاية؟ ثم إنه لما نقم عليه لم يقدر على المقام بالحيرة وأطراف العراق حتى خرج هاربا إلى جبلي طي، فأبت طي إن تجبره، وقالوا له: أنصرف عنا راشدا، فانه لا طاقة لنا بكسرى. فجعل يتنزل الاحياء حتى ضاقت عليه الأرض، فرجع إلى كسرى مستسلما فقتله. وكان الذي جر ذلك عليه سوء تدبيره لنفسه وما تم عليه منن الحيلة في أمر عدي بن زيد حتى قتله بعد مناصحته له، ومعاداته أخوته لاجله، ثم إنه أخذ بضد الجرم بعد ذلك وأغتره إلى أبنه زيد بن عدي، فسفر له إلى كسرى حتى وضعه ببابه في جملة تراجمة العرب، فكان حتفه في ذلك التدبير.
وكان السبب في ذلك إن المنذر الاصغر هلك وله بنون عشرة أو أثنا عشرة أحدهم النعمان، وكان كل رجل منهم في حضانة رجل يتولى تدبير أمره،