فاليس أفخر ثيابك، وأكثر من الطيَّب وإذا وضع الطعام فتباطأ في أكلك، ونزره وصغر لقمتك، فإذا قال لك أتكفيني العرب؟ فقل نعم. فان قال لك: وأخوتك؟ فقل لا، إن بعضنا لا يقر لبعض، ليرى العز فيكم. وقال للنعمان خاصة إذا دخلت على الملك فالبس ثياب سفرك وتقلد سيفك، وإذا أكلت فعظم لقمتك وأسرع في أكلك وأكثر منه بجهدك، فان الملك يعجبه من يكثر الأكل من طعامه خصوصا من العرب، ويقول: لا خير في البدوي إذا لم يكن أكولا شرها ولا سيما إذا ما رأى من الطعام ما لا عهد له بمثله، فإذا قال لك أفتكفيني العرب؟ 120 فقل نعم، فان قال وأخوتك؟ فقل إن عجزت عن أخوتي فإني عن غيرهم أعجز.
وخلا عدي بن أوس بن مرينا بالاسود فسأله عما أسر إليه عدي بن زيد فأخبره، فاقسم بصليبه ومعبوديته إنه ما نصحك، ولئن أطعتني لتخالفنه في كل ما أمرك به لتملكن، ولئن عصيتني ليملكن النعمان. فقال له الاسود: إن عديا لم يألنا نصحاً وهو الذي أشار على كسرى بنا فأشخصنا، وهو أعلم بأحوال كسرى منا، وأني إن خالفته أوحشته. فقال: فستعلم. فما أذن لهم كسرى أخذوا جميعا بما أوصاهم به عدي وأخذ النعمان بما أوصاه به في الاحوال كلها، فولاه كسرى وتوجه وشرفه. ثم إن عدي بن زيد بعد استقرار ملك النعمان صنع طعاما في بيعة ودعا عدي بن أوس ثم بن مرينا فتغدى عنده، ثم قال له: إن الحق من عرف الحق ثم لم يسلمه غلبة من كان مثلك، وما منكم أحد إلا أحب لصاحبه إن يملك وكان الاحب الي إن