مقاتلتهم ويستبيح أموالهم، وأعلمه كفرهم بي، وأتخاذهم الآله دوني، وتكذيبهم أنبيائي ورسلي. فقد برخيا على بخت نصر فأخبره بما أوحى اليه وذلك في زمن معد بن عدنان، فوثب بخت نصر على من كان في بلاده من تجار العرب وسفارهم، وكانوا يقدمون بالتجارات ويمتارون الحب والتمر والثياب وغيرها، فجمع من ظفر به منهم وبنى لهم حيراً على النجف، وحصنه وضمهم فيه ووكل بهم حرساً ثم نادى الغزو وذكر مثل الحديث. فلما عاد بخت نصر وقد أخرب أرض العرب خلى عمن كان حبسة في الحائر فلم ينصرفوا منه، واتخذوه منزلا مدة حياة بخت نصر فهي الحيرة. وكان هذا سببها بنائها فلما هلك بخت نصر أنتقلوا الى الانبار، وخلت الحيرة فلم تزل خراباً الى أيام أردشير بن بابك، فأنه أستعمل عمرو بن عدي على العرب، وأمره إن يسكنها، ويتخذها منزلا فنزلها ونزل الناس معه فعمرت بذاك وقد تقدم ذكر ذلك. وقد ذكر الطبري هذه الخبار في أمر بن عدنان وأستوفى شرحها في تاريخه.
وروى أبن جمهور عن أبيه عن أبراهيم بن المنذر عن عبد العزيز بن عمران عن القاسم بن أصيهب عن الحجاج بن أرطاة بن أبي رباح عن أبن عباس رضي الله عنه مثل ذلك إلا إنه قال في حديثه إن بخت نصر لما أوقع بأهل حضورا وأهل أرمينة حتى إذا أدبر الامر رداه الى موضعه من تهامة، فكان بمكة