أرميا وأرخيا عليهما السلام: إن الله قد أنذر قومكما، فلم ينتهوا فعادوا بعد الملك عبيداً، وبعد نعيم العيش عالة يسألون الناس وقد تقدمت الى أهل عربة بمثل ذلك فابوا الا لحاجة وقد سلطت بخت نصر عليهم لانتقم به منهم فعليكما معد بن عدنان الذي من ولده محمد الذي أخرجه أخر الزمان أختم به النبوة وأرفع به من الضعة فخرجا تطوى لهما الارض حتى سبقا بخت نصر فلقيهما عدنان فطوياه الى معد، وله يومئذ أثنتا عشر سنه فحمله رخيا على البراق وردف خلفه فانتهيا الى حران من ساعتهما، وطويت الارض لاروميا فاصبح بحران والحديث طويل هذا موضع الحاجة منه. فلما قضى بخت نصر غزوته رجع، ومات عدنان وبقيت بلاد العرب خرابأ مدة حياة بخت نصر. فلما هلك خرج معد بن عدنان معه أنبياء بني أسرائيل حتى أتى مكة فاقام أعلامها وحج، الانبياء معه، ثم سأل معد عمن بقي من ولد الحارث بن مضاض الجرهمي، فقيل له جوشن بن جلهمة فتزوج أبنته معانة، وولدت له نزار بن معد. وفي رواية أخرى إن الله سبحانه أوحى الى برخيا بن أخبيا بن زوبابيل بن شلشيل من ولد يهودا بن يعقوب عليه السلام إن أئت بخت نصر فمره إن يغزو العرب الذين لا أغلاق لبيوتهم ولا أبواب، ويطأ بلادهم فيقتل