قال فلما أجتمع الناس بمكة لحجهم الذي كانوا يحجونه، حارب قصي خزاعة بمن أنجده من بني أسماعيل عليه السلام، ومن أتاه مع أخيه رزاح من قضاعة فكثرت بينهم القتلى، ثم حكموا يعمربن عوف الكناني، وكان شريفا وكان هو وقومه بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة قد أعتزلوا الحرب، فاحصى القتلى ووضع قتيلا بقتيل، ففضل لخزاعة عشرة فقال: أني قد شدخت دماءهم، والحرم لقصي وقومه، وخزاعة جيران، فسمي بذلك الشداخ، وقيل بل حكم بينهم بان كل دم أصيب من خزاعة مطلول، وكل دم أصابته خزاعة فعليها عقله، والحرم لقصي وقومه، وخزاعة جيران فيه ولا يخرجون عنه، فقالت خزاعة: لا نرضى، قال: فأن رضيتم والا فأعدو على الحرب. فرضوا بذلك لضعفهم عن قصي ومن أجتمع له، وقيل أنهم كتبوا بينهم كتابا بان خزاعة جيران باسفل الوادي، فان دهم قريشا أمر كانت خزاعة عبيدا معه، وإن دهم خزاعة أمر كانت قريش بالخيار إن شاءوا نصروا وإن شاءوا خذلوا.
قال نوفل بن معاوية الكناني أحد بني الديل بن بكر بن عبد مناة: فقريش لا تشكر لنا هذا الحكم، ويقولون إن صاحبكم أنما حكم لنا بأرث آبائنا، ورد علينا حقنا وخزاعة تتهمنا. وقالت العرب في بيع أبي غبشان المفتاح: أخسر من صفقة أبي غبشان، فذهبت مثلا.
وفي رواية أخرى إن الذي كان خليل بن حبشية نصبه للنيابة عن أبنته