وفي رواية أخرى إنه قال لها سأجعل لك من ينوب عنمك في فتح البيت، فأوصى بذلك الى أبي غبشان الخزاعي، وقيل إنه كان يحمق، وكان ينوب عنها أذا أصابها من يصيب النساء، فخرج قصي وأبو غبشان95 الى الطائف فشرب أبو غبشان فسكر فقال له قصي أتبيعني وكالتك في المفتاح؟ قال: نعم، فاشتراه منه بجمل كما قيل وزق خمر، فجاء به الى حبى فأخبرها فسرت بذلك، فصارت المفتاح لها والوكالة فيه لبعلها، وجعلت له ما كان لها أيضا فصارت الحجابة اليه. وقدم أبو غبشان فلامه قومهم فجحد البيع، وقال أنما رهنته، وأنكرت خزاعة إن يكون صاحبهم باع، فسار قصي في ولد أسماعيل فقال: هذا مفتاح أبيكم قد رده الله اليكم بغير ظلم ولا غدر، فانصروني، فنصروه، وأستنجد أخاه لأمه رزاح بن ربيعة بن حرام القضاعي ثما العذري من بني عذره بن سعد هذيم، فأنجده بنفسه وقومه، ومعه أخوته لأبيه جز ومحموده وجلهمة بنوا ربيعة بن حرام وقال في ذلك:
لما أتى من قصي رسول ... فقال الرسول أجيبوا الخليلا
نهضنا اليه نقود الجياد ... ونطرح عنا الملول الثقيلا
نسير بها الليل حتى الصباح ... ونطوي النهار الى إن يزولا
فلما مررنا على عنجر ... وأسهلن من مستناخ سبيلا