فضرمة ثوبه نار محرقة ... صبة عليه صبيب الشر أنفاسا

فدعا قصي أناسا من قومه قريش وكنانة الى نصره على أخراج خزاعة عن الحرم فأبوا إن يجيبوه، وهابوا ذلك لما كانوا يرون من النقم بمن الحد بمكة فدعا أخاه زهرة وولده فابوا عليه أيضا فقال:

دعوت زهرة لا شدوا رحالهم ... على المطي ولا زالوا بجعجاعة

الى محرمة ما إن يطل بها ... قرح الحمام ولا يسعى بها الساعي

وقد بذلت لهم نفسي وقد عرفوا ... يوم المعرف كري بعد أدفاعي

ابوا علي وقالوا مشرب بلغ ... معقولة وصديق غير نفاع

فلما رأت خزاعة قصي وما يدعوا اليه أجمعوا على إن يخرجوه من مكة فعرف ذلك فخرج هاربا من تحت ليلته فسار في مضر فقال: يا بني أسماعيل نحن أحق بهذا البيت من غيرنا، فأنصروني، فنصروه، فسار في جمع من بني النضر بن كنانة وغيرهم فنزل بالبطحاء، فلما رأتهم خزاعة أستعدوا للقتال حتى أذا كان بينهم الترامي والتناضل والأخذ بالشعور تداعوا الى الصلح وإن يحكموا بينهم رجلا، فارادت خزاعة إن يحكموا الديان بن عبد المدان ورجل من آل محرق الغسانيين، فأبى ذلك قصي، فقالوا: فمن تريد؟ قال: بحكم يعمر بن عوف الكناني، فأبت خزاعة وقالوا لا نحكم رجلا من كنانة، فابى وأبوا، ثم تراضوا بيعمر بن عوف إن يحكم بينهم بفناء الكعبة، هذا في رواية.

وفي رواية أخرى إن حليلا لما أوصى بالمفتاح لأبنته حبى فقالت له: قد علمت أني لا أقدر إن أفتح البيت وأسدنه، فأذن لها في إن تولي ذلك بعلها قصيا، فصارت السدانة والمفتاح له بهذا السبب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015