وقالت تذكر رجلا من مراد يقال له زيد بن الجولان أقبل معتمرا حتى أذا كان بالوادي من حرى أدركه السيبل فاناخ راحلته ينتظر أنقطاع السيل فبصر به رجل من جرهم، وهو بأعلى الجبل فأرسل عليه صخرة فقتله وأخذ سلبه:

صار أرث أبن مضاض حارث ... فغدا الدهر له حتى بسل

فأتاه من مراد راكب ... عرض السيل له حتى نزل

بشماريخ حراء فهوت ... صخرة تنحط من رأس الجبل

رضخته رضخة حتى غدا ... كهشيم العود ما فيه بلل

فقال قصي يذكر أرثه وأرث قومه لولاية الحرم، وإن خزاعة وغيرهم تولوا من ذلك ما ليس لهم بحق:

ما من تراث أب كانت لهم وطنا ... بيت الخليل ولا من حر أسياف

هل غير إن بلادا خف عامرها ... لما أمر عليه المشرب الصافي

لاقوا من الموت ما لاقت بنوا أرم ... لم يبق منتعل منهم ولا حافي

اعرتموها كما قد كان أولكم ... يعيرها خلفيه من بعد أخلاف

فلما رأت أجماعهم على حربهم قالت:

اني نذير قصي من مجللة ... نكبا لا تبقى من حدها رأسا

متى يحل قصي أو يلم به ... يقرع لها ندما سنا وأضراسا

لا تلحدن كالحاد الفتى حجر ... جنب الحجون غدا يستوجر الكأسا

اراد بيت بني كعب بداهية ... ولم يحاضر لها كرها ولا أسا

فباهلته وقدت جيبها جزع ... اني بليت بها أخرت مقايا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015