وأمن، والطير تأمن فيه. فقال رجل منهم يقال له مجدَّع ومن الذي يخرجنا منه؟ السنا أعز العرب وأكثرهم مالاً وسلاحاً؟ فقال مضاض أذا جاء الامر بكل ما تذكرون، فقد رأيتم ما صنع الله بالعماليق. فلم يثيبوا الى قوله وأقاموا على البغي والظلم فارسل الله عليهم الرعاف والنمل فافنى أكثرهم. ووافق ذلك خروج قبائل سبأ من أرض مأرب عند خراب السد وملكهم عمرو بن عامر بن ثعلبة بن أمرؤ القيس بن مازن بن الازد وعمرو هذا هو مزيقياً ليفرقوا في البلاد فاحسوا بضعف جرهم فنزلوا اليهم وحاربوهم فكانت الغلبة لقبائل سبأ، فلما أحس أبن مضاض الهزيمة أتى الكعبة يلتمس التوبة فقال:
لا هم إن جرهم عبادكا ... الناس طرف وهم تلادكا
وهم قديما عمروا بلادكا
فلم تقبل توبته فعمد الى أموال الكعبة، وهي غزلان من ذهب فيما روي، وأسياف فحفر لها ليلاً في زمزم ودفنها، وخرج بمن بقي من جرهم الى أضم من أرض جهينة فجاءهم سيل فذهب بهم فبذلك يقول أمية بن أبي الصلت: