وكنا ولاة البيت من بعد نابت ... نطيف بذاك البيت والخير ظاهر
فوليت جرهم الحرم ما يعلمه الله تعالى، ثم بغوا وظلموا وأستحلوا حرمته وأكلوا مال الكعبة ولم يتناهوا. وقيل إن أسافاً أراد نائلة بنت عمرو بن ذئب في جوف الكعبة فمسخا حجرين فوضع أساف على الصفى 92 ونائلة على المروة ليعتبر الناس بهما.
وروي إن مضاض بن عمرو بن الحارث بن عمرو بن مضاض وكان سيد جرهم لما رأى ما هم عليه من البغي، قام فيهم فنهاهم ووعظهم وقال: يا قوم أحذروا البغي فأنه لا بقاء لاهله، وقد رأيتم من كان قبلكم من العماليق أستخفوا بالحرم وتنازعوا بينهم، وأختلوا حتى سلطكم الله عليهم فاخرجتموهم فتفرقوا في البلاد، فلا تستخفوا بالحرم، وحرمة بيت الله ومن حله أو جاءه معظماً لحرماته وأخر جاء بائعاً، وأخر رغب في جواركم فأنك إن فعلتم تخوفت إن تخرجوا منه خروج ذل وصغار حتى لا يقدر أحد منكم إن يصل الى الحرم، ولا زيارة البيت الذي هو لكم حرز