الله تعالى في صورة أبراهيم فكان لا يفرق بينهما، فوسم الله سبحانه أبراهيم بالشيب فكان يعرف من إسحاق عليهما السلام بشيبه، فهو أول من شاب وكل ذلك دالا على إن إسحاق عليه السلام هو الذي ولد بعد كبر أبويه وإن البشارة الأخير أنما كانت به. ومما يقوي ذلك قول أبراهيم عليه السلام: (الحمد لله الذي وهب لي على الكبر أسماعيل وإسحاق) . فبدأ بالأكبر وما من أية يأتي فيها ذكرهما الا وأسماعيل المتقدم ذكره فيها وكل هذا دليل على إنه الأكبر. وروي إن قول أبراهيم عليه السلام (الحمد لله الذي وهب لي على الكبر أسماعيل وإسحاق) كان بعد قوله: (ربنا أني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك الحرام) بكذا كذا عام. وبالأسناد المتقدم ذكره عن أبى بشر العمي عن أحمد بن أبان عن أحمد بن يحيى الصوفي عن أسماعيل بن أبان قال: حدثني عيينه بياع القصب وكان مرضيا عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: القي أبراهيم صلى الله عليه وآله في النار وهو أبن ست عشر سنة، وولدت له هاجر أسماعيل وهي أبنت عشرين سنة، وأبراهيم أبن تسعين سنة، وولدت له سارة إسحاق وهي أبنت تسعين سنة، وأبراهيم أبن مائة وعشرين سنة، وسار بأسماعيل إلى مكة وله ستة أشهر، وفجر الله بعقبه زمزم فلولا إن هاجر خاطتها كانت سبحا. وأوحى الله سبحانه إلى أبراهيم عليه السلام إنه يقضي على يده ويدي أسماعيل عليهما السلام، عمارة بيته وشرح ما يكون منه وإنه حجة الله العظمى، وإن الحجة البالغة من ظهره وأراها في