إن شاء الله من الصابرين، فلما أسلما وتله للجبين، وناديناه إن يا أبراهيم قد صدقت الرؤيا أنا كذلك نجزي المحسنين، إن هذا لهو البلاء المبين، وفديناه بذبح عظيم، وتركنا عليه في الآخرين سلام على أبراهيم كذلك نجزي المحسنين، إنه من عبادنا المؤمنين وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين) . فأخبر عز وجل إنه بشره بالغلام الأول، وذكر بلوغه معه السعي وما أراه في المنام من ذبيحه وتله أياه للجبين ومناداته سبحانه أياه: إن صدقت الرؤيا وفديته أياه بالذبح، فلما أتى على القصة أخبر سبحانه إنه بشره بأسحاق. وقال سبحانه في البشارة الأولى: (فبشرناه بغلام حليم) بالفاء وقال في البشارة الثانية: (وبشرناه بأسحاق) بالواو، والفاء أخص من غيرها من الحروف، وأقرب والصق وأدل على سرعة أجابة الدعاء من الواو، وذكر إسحاق باسمه في البشارة الثانية89 وليس وراء هذا الأيضاح أيضاح، ولا وراء هذا الدليل دليل، ثم إنه سبحانه لما ذكر البشارة بأسحاق خاصة، قرنها بذكر تعجب أمه رضي الله عنها لكبرها وعقمها وشيخوخة بعلها فقال تعالى: (وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بأسحاق من وراء إسحاق يعقوب، قالت يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخ إن هذا لشيء عجيب) وقال تعالى في موضع آخر من كتابه: (فأوجس منه خيفة، وقالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم، فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم) . قال أبو بشر العمي في حديثه فبلغنا إن الكنعانيين كانوا يقولون الا ترون إلى هذا الشيخ والعجوز أخذا لقيطا فأدعياه أبناً يعنون إسحاق عليه السلام، فصوره