شهر ربيع الأول من سنة أربع وستين، وأرسلة صاعقة فحترقت من أصحاب المنجني أحد عشر رجلاً، وهلك يزيد بعد ذلك بأحد عشر يوماً. وكان أسماعيل عليه السلام أكبر ولد أبراهيم صلى الله عليه وآله، لان الروايات أتفقت على إن سارة رضي الله عنها كانت قد منعت الولد حتى كبرت فأذنت لأبراهيم عليه السلام في هاجر رضي الله عنها فأولدها أسماعيل عليهما السلام، فهو أكبر ولده.
اخبرنا جماعة عن محمد بن الحسن بن أحمد بن عبدون عن أبى طالب الأنباري عن أبى بشر أحمد بن أبراهيم العميّ عن أحمد بن عمرو عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي عن يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال: كان أسماعيل أكبر ولد أبراهيم عليهما السلام وبه كانت البشارة الأولى حين دعا أبراهيم ربه عز وجل إن يهب له من الصالحين.
وبالأسناد عن أبى بشر أحمد بن أبراهيم عن مجمد بن أحمد النحاس عن أحمد بن زهير عن سعد بن عبد الحميد عن أبى معشر عن محمد بن كعب في قوله عز وجل: (فبشرناه بغلام حليم) قال أسماعيل عليه السلام وهو الذبيح بدليل القرآن لان الله سبحانه قص قصته فقال عز من قائل: (قالوا أبنوا له بنياناً فالقوه في الجحيم، فارادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين، وقال أني ذاهب إلى ربي سيهدين، رب هب لي من الصالحين، فبشرناه بغلام حليم، فلما بلغ معه السعي قال يا بني أني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى، قال يا أبتي أفعل ما تؤمر ستجدني