فمن لنا باللحاق بهم في ذلك وأمثاله.
وكانت أم النعمان الأصغر سبية من أهل فدك، وهي سلمى بنت وائل بن عطية الصائغ اليهودي، سباها الحارث بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب الكلبي المعوف بالحرشا، كانت له جعالة على أهل فدك فدفعوه عنها، فاغار عليهم فاصاب وائل بن عطية اليهودي الصائغ ومعه أمرأته الشقيقة، وكانت يهمدية وأربة بنات له: ماوية ونجوه وعقاب وسلمى فكن عنده، ومر به المنذر الأصغر قافلا من بعض غزواته الشام، فنزل به فنحر له جزورا وضرب عليه قبة من أدم، وأرسل اليه سلمى، فقال: أذهبي فادهني رأسه، فلما دخلت عليه واقعها فخرجت تبكي، فقال لها الحارث: مالك قالت: فضحني ضيفك، فدخل الحارث على المنذر مصلتا، فالتمع لون المنذر، وقال له: ما شأنك قال: فضحتني في كلب، قال: فضحتك إن تزوجت قينتك! فتزوجها وأرتحل بها من عنده، فولدت له النعمان، فلما هلك المنذر رجعت إلى كلب فكانت فيهم، فتزوجها رومانس بن معقل بن مجاشن بن عمرو بن عبد ود بن عوف الكلبي من رهط أسامة بن زيد الحب رضي الله عنهما، فولدت لرومانس وبره بن رومانس فوبرة أخو النعمان بن المنذر لأمه وقد هجي النعمان وأهل بيته فذكر ذلك في هجائهم فقيل:
خبروني بني الشقيقة ما يم ... نع فقعا بقرقرة إن يزولا
جمع من نوافل الناس سبيا ... وحميرا موسومة وخيولا