قبيلة، وأكثرهم عددا، وأطوعهم لا في أهل بيته، وأقواهم في نفسه فليأخذ هاتين الحلتين. فقام عامر بن أحيمر بن بهدلة بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم فاخذهما، فتأزر بواحدة، وأرتدى الأخرى، ثم قال: إن العز والعدد من العرب في معد ثم في نزار ثم في مضر ثم في خندف، ثم في تميم ثم في سعد ثم في كعب ثم في عوف ثم في بهدله، فمن أنكر ذلك فلينافرني. فسكت الناس، فقال له الملك: هذه عشيرتك كما تزعم، فكيف أنت في أهل بيتك وبدنك؟ فقال: أنا أبو عشرة وعم عشر وخال عشر، وفي رواية أبو عشر واخو عشر وعم عشرة وخال عشرة، تعينني الأكابر إلى الأصاغر، والأصاغر إلى الأكابر، وما قولك كيف أنت في بدنك، فشاهد العز شاهدي، ووضع قدمه على الأرض، وقال من أزالها عن موضعها فله مائة من الأبل، وهو أحق مني بهاذين البردين، فلم يقم اليه أحد. فذهب بهما في ذلك يقو الزبرقان بن بدر السعدي:
وبردا أبن ماء المزني عمي أكتساهما ... بعز معد حين عدت محاصله
وإن كرام الناس أولاهم به ... ولم يجدوا في عزهم من يعادله
فاذا نظر ناظر في حديث ما السماء وجده من المثالب، وأذا ما سمع هذه الأشعار وأمثالها رآها من المناقب، وليس السبب في ذلك الا فصاحتهم وحسن الفاظهم التي يخرجون الشي بها عن كيفيته، وينقلونه إلى ضد صفته