فأما أطلاق القول بدوامه فهو مستحيل بدليل العقل. وروي بعضهم عن الحسن بن الرجاء بن الضحاك إنه ذكر إن المأمون رضي الله عنه لما نزل فم الصلح لتهدي اليه بوران بنت الحسن بن سهل، كانت جرايات الملاحين تطلق في كل يوم لسبعين الف ملاح فكم كان لغيرهم؟ الا نهم كانوا يمخرقون للمتقدميين بالقليل وينسون لغيرهم أضعافه ومما يقاس به ذلك من مذهبهم أنهم رووا إن الخصيان كانوا في عهد أبرويز لخاصته خمسة الاف.
وذكر القاضي التنوخي في بعض رواياته إن الخصيان كانوا في دار المقتدر رضي الله عنه أحد عشر الفاً. ومما يتناقض به ما أدعوه للحجاج ما رواه أبو عبيد الله المرزباني عن أبى حاتم عن أبى عبيدة، قال: كان المغيرة بن عبد الله بن أبى عقيل الثقفي بخيلاً، وكان والياً على الكوفة من قبل الحجاج وكان يؤتى على طعامه بجدي لا يمسه غيره، وكان على شرط الكوفة للحجاج عبد الرحمن بن عبيد بن طارق العبشمي، فقال لرجل من الشرط من تيم الرباب إن أكلت من جدي المغيرة لم أكلفك النوبه سنة فأكل منه التميمي وعرف المغيرة ذلك فشكاه إلى الحجاج فعزله.
وروي المرزباني أيضاً باسناد ذكره إن الحكم بن أيوب الثقفي عامل