الحجاج بالبصرة كان بخيلا، وكان عامله على العراق جرير بن بيهس، وكان جرير يلقب العطرق فأكل معه يوما فجيئ بدراجة فتناول جرير فخذها فعزله الحكم عن عمله. فقال شقيق بن ثور المازني في ذلك شعراً منه:
قد كان بالعراق صيد لو قنعت به ... فيه غنى لك عن دراجة الحكم
وهي أبيات، وفي الحكم بن أيوب هذا مع ما حكوه عنه من البخل يقول جرير
خرجن من ثهلان أو وادي خيم ... على قلاص مثل خيطان السلم
اذ قطعن علماً بدا علم ... حتى أنخناها على باب الحكم
خليفة الحجاج غير المتهم ... في ضيضء المجد وبحبوح الكرم
فهذا كان مذهب القوم في مقالهم وتفخيمهم لصغائر الامور.
ومن جمله ذلك أنهم سموا نفرا من قريش أزواد الركب وهم: مسافر بن أبى عمر بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وزمعه بن الاسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزي بن قصي، وأبو أمية بن المغيرة المخزومي.