ولده بعده ببني ضحيان وقالوا:
انما سمي بذلك لانه كان يجلس بفناء بيته بالضحى. فأي أي فخر في هذا الفعل ومن ذا الذي يتعذر عليه أن يفعل مثله. ومن جملة أعاجيبهم وفرط حظهم في ذلك أنهم سموا معاوية وفلانا أبني الحارث بن عمرو بن معاوية بن الحارث الاكبر الكندي الملك، وأمهما لميس الغسانية، فهما يعرفان بابني لميس فسموا معاوية، مقطع النجد فيما زعموا لشجاعته، وسموا الاخر حجر القرد لجوده زعموا وسخائه وسرعة عطائه. وقالوا: من عادة القرد إنه متى ما رأى أنساناً بادر فرماه بحجر وكذا هذا الملك سريع العطاء لكل من قصد اليه ووفد عليه فترك أسمه الحقيقي ونسى فلا يذكر. ولزمه هذا الاسم المعروف به، وما أستحق مع ما وصفوه به من الجود والسخاء، وسرعة البذل والعطاء أن يسموه بهذا الاسم القبيح الذي أستحال به مدحهم له على مر الأيام ذماً، وثناؤهم عليه سبا، الا ترى أنهم سموا الكتائب الشهباء ودوسر والملحاء. الا ترى أنهم يدعون المرء من المناقب عند الرضا والمدح ما ليس هو له ولا لدونه بأهل قصدا منهم للتحدث بطرائف الامور وإن يوثر عنهم ويتبع أثارهم فيها، كقولهم إن الحجاج بن يوسف كان يغدي كل يوم على الف مائدة، على كل مائدة جبن وسمكة وثريدة يأكل على كل مائدة عشرة من الناس، ويعشي