فأخذها الثعلب مني، فقال: لنفسه بغى الخير، قالت: فلطمته، قال: بجرمه، قالت: فلطمني، قال: حر أنتصر، والحكاية معروفة. وقالوا: تمثل الشيطان لإبنت الخس، فقال لها: قولي كاد ثلاثا، فقالت: كاد، فقال: كاد النعام إن تطير71 فقالت: كاد، فقال: كاد العريس إن يكون ملكا فقلت: كاد، فقال: كاد المنتعل إن يكون راكبا. ثم قال لها قولي عجبت ثلاثا. فقالت: عجبت، فقال: عجبة للحجارة لا يهرم كبيرها ولا يكبر صغرها، فقالت: عجبت، فقال: عجبت للسبخة لا يجف ثراها ولا ينبت مرعاها، فقالت: عجبت، فقال: عجبت لحرك لا ينزف ولا يدرك قعره. فهذه الموضوعات وأمثالها أنما نقلها الناس عنهم، وتحدثوا بها مع علمهم أنها أباطيل موضوعة أستحسان للفظها لا غير فكيف لا ينقل عنهم ما سواها مع حسن حظهم في هذه الحال. الا ترى أنهم قالوا: الغطريف الأكبر، والغطريف الأصغر، وتتبع الأكبر، وتتبع الأصغر، والمنذر الأكبر والمنذر الأصغر والنعمان الأكبر والنعمان الأصغر، والحارث الأكبر والحارث الأصغر، ومعنى ذلك كله