وما يجعل له من حسن الحفظ كقولهم قيل للقمر ما أنت لليلة؟ فقال رضاع سخيلة حل أهلها برميلة. قيل فما أنت لليلتين؟ قال حديث أمتين بكذب ومين. ووضعوا هذه الموضوعة لثلاثين ليلة فتلقاها الناس منهم ونقلوها عنهم حتى إن الأصمعي روى إن أمير المؤمنين الرشيد سأله عن هذا الحديث فحدثه به وقال: إن العرب تقول من حفظ فقد كمل عقله، فاستعاده منه مرارا ثم قال له خذه علي. الا ترى أنهم قالوا قال الثعلب للضب شعرا:
قد خربوا بيتك لا أبالكا ... وأنا أمشي الدءالي حيالكا
فتبعهم الناس على نقل ذلك وتحدثوا به الا ترى أنهم قالوا: جاء الثعلب والأرنب إلى الضب يتخاصمان فنادياه: يا أبا الحسيل، فقال: سميعا دعوتما، فقالا: حييت فقال كلمة مقولة، فقالا: جئناك لنحتكم، فاخرج الينا، فقال في بيته يؤتى الحكم، فقالت الأرنب: أني فتشت عيبتي فقال: فعل الحره قالت: فلقيت تمرة، قال: حلوة فكليها، قالت: