فاخبارهم شائعة، ومآثرهم ذائعة، أفلا ترى الى المحصل المنصف كيف جاءت شهادته، ولاح أنصافه، ولو ذهبت أورد أمثال هؤلاء القوم لطال كتابي هذا.
فمن ذلك ما سطر في كتاب النوافل، وذكره أهل العلم من المثالب على طوله لئلا يبقى الجاهل المقلد مقيم على ظنه وتقليده في فضلهم، فلذلك كشفان عن بعض أحوالهم. هذا أخر لفظ الشريف المذكور رحمه الله في الفصل الذي أورده في هذا المعنى.
ولعمري إن من تقدم قد ذكروا من أهل لك منقبة قوماً، وفي العرب أمثالهم وأشرف منهم، وليس ذلك مما يسقط به شرف غيرهم، ولا يضع من49 قدر من سواهم، ولا يلزمنا إن نتبع فيه أهواءهم. ولا نقبل آرائهم من وضوح الحجة عليهم فيه، فإنهم لم يتركوا من الشرف نوعاً إلا خضوا به قوماً، فلو أقتصرنا على القطع بذلك لمن ذكروه خاصة، وهم الاقل للزمنا أن نضع من الاكثر والجم الغفير، وفي هذا ما فيه من الغميزة والطعن على جمهور العرب.
على إنهم في أزمانهم وأعصارهم قد أختلفوا في ذلك، وخولفوا فيه، الا ترى أنهم قالوا: إن غير العرب أربعة: غارا عدنان: ربيعة ومضر وغارا قحطان: كهلان وحمير، قال الفرزدق: