رضيت لها رأيت مدارها ... يجول به التيار في كل جدول
وهي أبيات وعاد إلى طرفة فأخبره وحذره وقال له: ويحك أنظر ما في صحيفتك. فقال ما كان يجترئ على قومي. وتم إلى الربيع بن حوثرة وكان له صديقا، فلما نظر في الصحيفة قال: إن فيها قتلك فلا تصبح عندي، فانك إن أصبحت عندي لم يمكني إلا قتلك، فاتهمه وقال: إنما تريد أن تغلني صلة الملك، وأبى أن يذهب، فلما قدمه للقتل، قال له: إن كنت فاعلاً فاسقني الخمرة حتى تغلب علي، وأفصد أكحلي ففعل ذلك به فهلك وبلغ الملتمس أمره فقال:
من مبلغ الشعراء عن أخويهم ... خبراً فتصدقهم بذلك الانفس
أودي الذي علق الصحيفة منهما ... ونجا حذار حياته الملتمس