بصلة، وكان كتاب طرفه الى الربيع بن حوثرة العبدي عامله بالبحرين، وكتاب المتلمس الى المعكبر مرزبان من الفرس كان يكتف جنات العرب، فيجعل أيديهم تحت أرجلهم، ويضم أرجلهم إلى صدورهم، وكانوا يسمون ذلك العكبرة فسموه المعكبر.

فروى عن المتلمس أنه قال: خرجت أنا وطرفه من الحيرة من عند الملك فلما هبطت أيدي ركابنا النَّجَف، إذا أنا بشيخ قاعد يتبرز ويقصع القمل، وبيده كسرة يأكل منها، فقلت له: ما رأيت قط شيخاً أحمق منك! أتفعل هذا؟ فقال: وما الذي أنكرت من فعلي؟ أُدخل طيباً وأخرج خبيثاً، وأقتل عدواً، وإنما الآحمق حامل حتفه بيمينه وهو لا يدري ما فيه. فكأنني كنت نائماً فأيقظني، وإذا أنا بغلام من أهل الحيرة من العباد يسقي حرثاً له فقلت له: يا فتى أتقرأ؟ فقال نعم، فناولته الكتاب فقرأه، فإذا فيه: باسمك اللهم، من عمرو بن المنذر الملك الى المكعبر إذا أتاك كتابي هذا مع المتلمس، فاقطع يديه ورجليه وأفنه حياً، فألقى المتلمس الكتاب في النهر وقال:

قَذًفُت بها في الثنى من كفِّكافرٍ ... كذلك أقنو كِّل قَطٍّ مٌضَللِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015