أَو شرب الْخمر نزع الله مِنْهُ الايمان) أَي كَمَاله (كَمَا يخلع الانسان الْقَمِيص من رَأسه) أبرز الْمَعْقُول بِصُورَة المحسوس تَحْقِيقا لوجه التَّشْبِيه وَذَلِكَ لَان الْخمر أم الْفَوَاحِش وَالزِّنَا يترب عَلَيْهِ المقت من الله (ك عَن أبي هُرَيْرَة) واسناده جيد
(من زنى زنى بِهِ) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول (وَلَو بحيطان دَاره) يُشِير الى أَن من عُقُوبَة الزَّانِي مَالا بُد أَن يعجل فِي الدُّنْيَا وَهُوَ أَن يَقع الزِّنَا فِي بعض أهل دَاره حتما مقضيا (ابْن النجار عَن أنس
من زنى) بِالتَّشْدِيدِ (أمة) أَي رَمَاهَا بِالزِّنَا (لم يرهَا تَزني جلده الله يَوْم الْقِيَامَة بِسَوْط من نَار) فِي الْموقف على رُؤْس الاشهاد أَو فِي جَهَنَّم بيد الزَّبَانِيَة وَفِيه شُمُول لامته وَأمة غَيره (حم عَن أبي ذَر) واسناده حسن
(من زهد فِي الدُّنْيَا) واشتغل بالتعبد (علمه الله بِلَا تعلم) من مَخْلُوق (وهداه بِلَا هِدَايَة) من غير الله (وَجعله بَصيرًا) بعيوب نَفسه (وكشف عَنهُ الْعَمى) أَي رفع عَن بصيرته الْحجب فانجلت لَهُ الامور وانكشف لَهُ المستور (حل عَن عَليّ) فِيهِ ضَعِيف
(من سَاءَ خلقه عذب نَفسه) باسترساله مَعَ خلقه بِكَثْرَة الانفعال والقيل والقال (وَمن كثر همه سقم بدنه) مَعَ أَنه لَا يكون الا مَا قدر (وَمن لاحى الرِّجَال) أَي قاولهم وخاصمهم ونازعهم (ذهبت كرامته) بَينهم وأهانوه (وَسَقَطت مروأته) بِالضَّمِّ وَردت شَهَادَته (الْحَرْث) بن أبي اسامة (وَابْن السّني) فِي عمل يَوْم وَلَيْلَة (وَأَبُو نعيم فِي الطِّبّ) النَّبَوِيّ (عَن أبي هُرَيْرَة) باسناد ضَعِيف
(من سَأَلَ الله الشَّهَادَة) أَي الْمَوْت شَهِيدا (بِصدق) قيد بِهِ لانه معيار الاعمال ومفتاح بركاتها (بلغه الله منَازِل الشُّهَدَاء) مجازاة لَهُ على صدق الطّلب (وان مَاتَ على فرَاشه) لَان كلا مِنْهُمَا نوى خيرا وَفعل مقدوره فاستويا فِي أصل الاجر (م 4 عَن سعد ابْن حنيف) وَهُوَ تَابِعِيّ خلافًا لما يُوهِمهُ صَنِيع الْمُؤلف
(من سَأَلَ الله الْجنَّة) أَي دُخُولهَا بِصدق (ثَلَاث مَرَّات قَالَت) بِلِسَان الْحَال وَلَا مَانع من كَونه بِلِسَان القال وَالله على كل شئ قدير (اللَّهُمَّ أدخلهُ الْجنَّة وَمن استجار بِاللَّه من النَّار ثَلَاث مَرَّات قَالَت النَّار) كَذَلِك (اللَّهُمَّ أجره من النَّار) أَي وَيقبل دعاءهما (ن ك عَن أنس) واسناده صَحِيح
(من سَأَلَ النَّاس أَمْوَالهم) بدل اشْتِمَال (تكثرا) أَي ليكْثر مَاله لَا لحَاجَة (فانما يسْأَل جمر جَهَنَّم) أَي تكون لَهُ قِطْعَة عَظِيمَة من الْجَمْر حَقِيقَة يعذب بهَا لاخذه مَا لَا يحل أَو لكتمه نعْمَة الله فان شَاءَ (فليستقل مِنْهُ) أَي من ذَلِك السُّؤَال أَو من المَال أَو الْجَمْر (اَوْ ليستكثر) أَي وان شَاءَ فليستكثر أَمر توبيخ وتهديد (تَتِمَّة) أَتَى عمر سَائل فَقَالَ اعطوه ثمَّ نظر فاذا تَحت ابطه مخلاة مملوأة خبْزًا فَقَالَ لست بسائل بل تَاجر ثمَّ علاهُ بِالدرةِ ضربا (حم م هـ عَن أبي هُرَيْرَة
من سَأَلَ) النَّاس (من غير فقر) أَي من غير حَاجَة بل لتكثير المَال (فانما) فِي رِوَايَة فَكَأَنَّمَا (يَأْكُل الْجَمْر) جعل الْمَأْكُول نفس الْجَمْر مُبَالغَة فِي التوبيخ وَالْمرَاد أَنه يُعَاقب بالنَّار وَقد يَجْعَل على ظَاهره وَفِيه تحذير عَظِيم ووعيد شَدِيد على السُّؤَال فعلى الْفَقِير ترك السُّؤَال ويكتفي بالخالق عَن الْمَخْلُوق فيسوق الله رزقه من حَيْثُ لَا يحْتَسب فاذا تَأَخّر فَليعلم أَنه عُقُوبَة لَهُ على ذَنْب فاذا ألحت النَّفس بالمطالبة واشتدت الضَّرُورَة وأشرف على الضعْف فَلَا حرج عَلَيْهِ فِي السُّؤَال فقد نقل عَن أبي سعيد الخراز وناهيك بِهِ انه كَانَ يمد يَده عِنْد الْفَاقَة وَيَقُول ثمَّ شئ لله وَكَانَ أَبُو حَفْص الْحداد استاذ الْجُنَيْد يخرج بَين العشاءين وَيسْأل من بَاب أَو بَابَيْنِ (وَكَانَ) ابْن أدهم يفْطر كل ثَلَاث لَيَال لَيْلَة وَلَيْلَة فطره يطْلب من الابواب (وَكَانَ) سُفْيَان الثَّوْريّ يُسَافر من الْحجاز الى الْيمن وَيطْلب فِي الطَّرِيق (حم وَابْن