مشيته) بِكَسْر الْمِيم أَي تبختر وأعجب بِنَفسِهِ فِيهَا (لقى الله هُوَ عَلَيْهِ غَضْبَان) فان شَاءَ عذبه وان شَاءَ عَفا عَنهُ وَالْكَلَام فِي الاختيال فِي غير الْحَرْب أما فِيهَا فمطلوب (تَنْبِيه) قَالَ الْغَزالِيّ من التكبر الترفع فِي الْمجَالِس التَّقَدُّم فِي الطّرق وَالْغَضَب اذا لم يبْدَأ بِالسَّلَامِ وَجحد الْحق اذا نَاظر وَالنَّظَر الى الْعَامَّة كَأَنَّهُ ينظر الى الْبَهَائِم وَغير ذَلِك فَهَذَا كُله يَشْمَلهُ الْوَعيد وانما لقِيه وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَان لانه نَازع الله خُصُوص صفته اذ الْكِبْرِيَاء رِدَاؤُهُ كَمَا قَالَ فان العظمة لَا تلِيق الا بِهِ وَمن أَيْن تلِيق بِالْعَبدِ الذَّلِيل الَّذِي لَا يملك من أَمر نَفسه شيأ فضلا عَن أَمر غَيره (حم خد عَن ابْن عمر) ابْن الْخطاب واسناده صَحِيح واقتصار الْمُؤلف على تحسينه تَقْصِير
(من تعلق شيأ) أَي تمسك بشئ لدفع نَحْو مرض واعتقد انه فَاعل الشِّفَاء (وكل اليه) أَي وكل الله شفاءه الى ذَلِك الشئ فَلَا ينفع أَو المُرَاد من علق تَمِيمَة من تمائم الْجَاهِلِيَّة أَو من تعلّقت نَفسه بمخلوق دون الله وكل اليه (حم ت ك عَن عبد الله بن عكيم) الْكُوفِي أدْرك الْمُصْطَفى وَلم يره
(من تعلم الرَّمْي) بِالسِّهَامِ (ثمَّ تَركه فقد عَصَانِي) لانه حصل لَهُ أَهْلِيَّة الدفاع عَن الدّين ونكاية الْعَدو فَتعين عَلَيْهِ الْقيام بِالْجِهَادِ فاذا أهمله حَتَّى جَهله فقد فرط فِي الْقيام بِمَا تعين عَلَيْهِ فيأثم (هـ عَن عقبَة بن عَامر) فِيهِ ابْن لَهِيعَة
(من تعلم علما لغير الله) من نَحْو جاه وجلب دنيا (فلتبوأ مَقْعَده من النَّار) أَي فليتخذ لَهُ فِيهَا منزلا فانها دَاره وقراره مَا ذكر من أَن سِيَاق الحَدِيث هَكَذَا هُوَ مَا رَأَيْته فِي النّسخ وَفِيه سقط وَلَفظ رِوَايَة التِّرْمِذِيّ من تعلم علما لغير الله أَو اراد بِهِ غير الله فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار (ت عَن ابْن عمر) رِجَاله ثِقَات لَكِن فِيهِ انْقِطَاع
(من تقحم فِي الدُّنْيَا) أَي رمى بِنَفسِهِ وتهافت فِي تَحْصِيلهَا (فَهُوَ يتقحم فِي النَّار) أَي نَار جَهَنَّم يُقَال تقحم فِي الامر رمى بِنَفسِهِ فِيهِ من غير روية (هَب عَن أبي هُرَيْرَة
من تمسك بِالسنةِ) النَّبَوِيَّة (دخل الْجنَّة) أَي مَعَ السَّابِقين الا فالمؤمن الْفَاسِق المبتدع الزائغ يدخلهَا بعد الْعَذَاب أَو الْعَفو (قطّ فِي الافراد عَن عَائِشَة) واسناده ضَعِيف
(من تمنى على أمتِي الغلاء لَيْلَة وَاحِدَة أحبط الله عمله أَرْبَعِينَ سنة) المُرَاد بِهِ الزّجر والتهويل لَا حَقِيقَة الاحباط (ابْن عَسَاكِر) فِي تَارِيخه (عَن ابْن عمر) بن الْخطاب وَفِي اسناده وَضاع
(من تواضع لله) أَي لاجل عَظمَة الله تواضعا حَقِيقِيًّا وَهُوَ مَا كَانَ ناشئا عَن ظُهُور عَظمَة الْحق (رَفعه الله) لَان من أذلّ نَفسه لله فقد بذل نَفسه لَهُ فيجاز بِهِ بِأَحْسَن مَا عمل (حل عَن أبي هُرَيْرَة) واسناده حسن
(من تَوَضَّأ كَمَا أَمر) بِالْبِنَاءِ لمفعول أَي كَمَا أمره الله (وَصلى) المكتوبات الْخمس (كَمَا أَمر) كَذَلِك (غفر لَهُ مَا قدم من عمل) أَي من عمل الذُّنُوب وَالْمرَاد الصَّغَائِر (حم ن هـ حب عَن أبي أَيُّوب (الانصاري (و) عَن (عقبَة بن عَامر) الْجُهَنِيّ واسناده صَحِيح
(من تَوَضَّأ) أَي جدد وضوءه وَهُوَ (على طهر) أَي مَعَ طهر فعلى مَعْنَاهَا هُنَا المصاحبة أَي مَعَ طهر الْوضُوء الَّذِي صلى بِهِ فرضا أَو نفلا فَمن لم يصل بِهِ شيأ يسن لَهُ تجديده (كتب لَهُ) بالتجديد (عشر حَسَنَات) أَي عشر وضوآت اذ أقل مَا وعد بِهِ من الاضعاف الْحَسَنَة بِعشر فتجديد الْوضُوء سنة مُؤَكدَة اذا صلى بالاول صَلَاة مَا قَالَ بعض العارفين وبتجديده يثبت الْقلب على طَهَارَته ونزاهته وَالْوُضُوء لصفاء البصيرة بِمَثَابَة الجفن الَّذِي لَا يزَال بخفة حركته يجلو الْبَصَر وَمَا يَعْقِلهَا الا الْعَالمُونَ وَلَفظ الحَدِيث كتب بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول كَمَا فِي فَتَاوَى الْمُؤلف فسياق بَعضهم لَهُ بِلَفْظ كتب الله لَا أصل لَهُ (تَنْبِيه) حَدِيث الْوضُوء نور على نور أخرجه رزين وَلم يطلع عَلَيْهِ الْعِرَاقِيّ كالمنذري فَقَالَا