وَمَا الحالقة قَالَ (حالقة الدّين) بِكَسْر الدَّال (لَا حالقة الشّعْر) أَي الخصله الَّتِي شَأْنهَا أَن تحلق أَي تهْلك وتستأصل الدّين كَمَا يستأصل الموسى الشّعْر وَنبهَ بِهِ على أَن الْبغضَاء أقطع من الْحَسَد وأقبح (وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ) أَي بقدرته وتصريفه (لَا تدْخلُوا الْجنَّة حَتَّى تؤمنوا) بِاللَّه وَبِمَا علم مجئ (الرَّسُول بِهِ ضَرُورَة (وَلَا تؤمنوا) إِيمَانًا كَامِلا (حَتَّى تحَابوا) بِحَذْف إِحْدَى التَّاءَيْنِ الفوقيتين وَتَشْديد الْمُوَحدَة أَي يحب بَعْضكُم) بَعْضًا (أَفلا أنبئكم بِشَيْء إِذا فعلتموه تحاببتم) أَي أحب بَعْضكُم بَعْضًا قَالُوا أخبرنَا قَالَ (أفشوا السَّلَام بَيْنكُم) أعلنوه وعموا بِهِ من عرفتموه وَغَيره فَإِنَّهُ يزِيل الضغائن وَيُورث التحابب (حم م ت والضياء) الْمَقْدِسِي (عَن الزبير) // بِإِسْنَاد قَالَ الْمُنْذِرِيّ جيد //
(دثر مَكَان الْبَيْت) أَي درس مَحل الْكَعْبَة بالطوفان (فَلم يحجه هود وَلَا صَالح حَتَّى بوأه الله لإِبْرَاهِيم) أَي أرَاهُ أَصله وَمحله فَأَسَّسَ قَوَاعِده وبناه وَأظْهر حرمته ودعا النَّاس إِلَى حجه (الزبير ابْن بكار فِي النّسَب عَن عَائِشَة) بِإِسْنَاد واه
(دحْيَة) بمهملتين كحلية وبفتح أَوله (الْكَلْبِيّ) بِفَتْح فَسُكُون الصَّحَابِيّ الْقَدِيم الْمَشْهُور (يشبه جِبْرِيل) فِي براعة جماله وَكَانَ جِبْرِيل يَأْتِي الْمُصْطَفى على صورته غَالِبا (وَعُرْوَة) بِضَم الْعين الْمُهْملَة (ابْن مَسْعُود الثَّقَفِيّ) الذس أرْسلهُ قُرَيْش إِلَى الْمُصْطَفى يَوْم الْحُدَيْبِيَة ثمَّ أسلم ودعا قومه لِلْإِسْلَامِ فَقَتَلُوهُ (يشبه عِيسَى بن مَرْيَم) وَلما قَتله قومه قَالُوا مثله فِي قومه كصاحب يُونُس (وَعبد الْعُزَّى) بن قطن (يشبه الدَّجَّال) فِي الصُّورَة فِي الْجُمْلَة لَا فِي مِقْدَار الجثة وحجم الْأَعْضَاء (ابْن سعد) فِي الطَّبَقَات (عَن الشّعبِيّ مُرْسلا)
(دخلت الْجنَّة) أَي فِي النّوم (فَسمِعت خشفة) بِفَتْح المعجمتين وَالْفَاء صَوت حَرَكَة أَو وَقع نعل (فَقلت) أَي لبَعض الْمَلَائِكَة وَالظَّاهِر أَنه جِبْرِيل ورضوان وَجُنُوده (مَا هَذِه) الخشفة زَاد فِي رِوَايَة أمامى (قَالُوا هَذَا بِلَال) الْمُؤَذّن هَذَا فِي الْمَنَام فَلَا يُنَافِي أَن الْمُصْطَفى أول دَاخل يَوْم الْقِيَامَة وَلَا يجوز إجراؤه على ظَاهره إِذْ لَيْسَ لنَبِيّ أَن يتقدمه فَكيف بِأحد من أمته (ثمَّ دخلت الْجنَّة) مرّة أُخْرَى (فَسمِعت خشفة فَقلت مَا هَذِه قَالُوا هَذِه الغميصاء) بغين مُعْجمَة وصاد مُهْملَة مُصَغرًا وَيُقَال الرميصاء امْرَأَة أبي طَلْحَة أم سليم بِضَم فَفتح (بنت ملْحَان) بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون اللَّام وبالمهملة وَنون ابْن خَالِد الْأنْصَارِيّ وَاسْمهَا نبلة أَو رَملَة أَو سهلة أَو رميثة أَو مليكَة أَو نبيهة من الصحابيات الفاضلات (عبد) بِغَيْر إِضَافَة (ابْن حميد عَن أنس) بن مَالك (الطَّيَالِسِيّ) أَبُو دَاوُد (عَن جَابر) // بِإِسْنَاد حسن //
(دخلت الْجنَّة فَسمِعت خشفة) صَوت غير شَدِيد (بَين يدى) أَي أَمَامِي بقربي (فَقلت مَا هَذِه الخشفة فَقيل هَذَا بِلَال يمشي أمامك) أخبرهُ بذلك ليطيب قلبه ويدوم على الْعَمَل ويرغب غَيره فِيهِ وَذَا لَا يدل على تفضيله على الْعشْرَة وَلَا بَعضهم (طب عد عَن أبي أُمَامَة) // بِإِسْنَاد حسن //
(دخلت الْجنَّة لَيْلَة أسرى بِي فَسمِعت فِي جَانبهَا وجساً) بِفَتْح الْوَاو وَالْجِيم صَوتا خفِيا (فَقلت يَا جِبْرِيل مَا هَذَا قَالَ هَذَا بِلَال الْمُؤَذّن) أَي صَوت بِلَال أَي صَوت وَقع قدمه أَو نَعله على الأَرْض (حم ع عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(دخلت الْجنَّة فَرَأَيْت لزيد بن عَمْرو بن نفَيْل) بِالتَّصْغِيرِ بن أَسد بن عبد الْعُزَّى ابْن قصي وَهُوَ ابْن عَم خَدِيجَة (دَرَجَتَيْنِ) منزلتين عظيمتين فِيهَا لكَونه آمن بِعِيسَى ثمَّ بِمُحَمد (ابْن عَسَاكِر (فِي تَارِيخه (عَن عَائِشَة) // وَإِسْنَاده جيد //
(دخلت الْجنَّة فَرَأَيْت) مَكْتُوبًا (على بَابهَا الصَّدَقَة بِعشْرَة وَالْقَرْض) بِفَتْح الْقَاف أشهر من كسرهَا يُرَاد بِهِ اسْم الْمَفْعُول بِمَعْنى الْمقْرض والمصدر بِمَعْنى الْإِقْرَاض الَّذِي هُوَ تمْلِيك شَيْء على أَن يرد بدله (بِثمَانِيَة عشر فَقلت يَا جِبْرِيل كَيفَ