هذه مفاهيمنا (صفحة 94)

إبراهيم من العقل والفلسفة لأسرار الطبيعة ووظائف الأفلاك. فشرك قوم نوح شرك تقريب وشفاعة.

وشرك قوم إبراهيم شرك أسباب وإعانة، فإذا اتخذت له أصنام كان شرك تقريب وشفاعة، كما دل عليه آخر كلام الشهرستاني.

شرك العرب وديانتهم:

اعلم أن العرب كانوا بعد إبراهيم -عليه السلام- على دينه الحنيفية، وبُثَّ هذا الدين فيهم، فتلقوه من ولد إسماعيل عليه السلام، وانتشرت فيهم الحنيفية، وأحبوا البيت وهوت إليه قلوبهم.

" وأول من وضع فيه الأصنام عمرو بن لُحَيْ بن غالوثة بن عمرو بن عامر لما سار قومه إلى مكة، واستولى على أمر البيت، ثم صار إلى مدينة البلقاء بالشام، فرأى هناك قوماً يعبدون الأصنام، فسألهم عنها، فقالوا: هذه أرباب اتخذناها على شكل الهياكل العلوية، والأشخاص البشرية: نستنصر بها فننصر، ونستسقي بها فنسقى، ونستشفي بها فنشفى. . فأعجبه ذلك.

وطلب منهم صنماً من أصنامهم فدفعوا إليه هبل، فسار به إلى مكة ووضعه في الكعبة. وكان معه إساف ونائلة على شكل زوجين، فدعا الناس إلى تعظيمها، والتقرب إليها، والتوسل بها إلى الله تعالى "1.

وذكر الشهرستاني أيضاً أديان العرب واعتقاداتهم، فأجملهم:

الطائفة الأولى: منكروا الخالق والبعث والإعادة وهم شرذمة وأفراد.

الطائفة الثانية: منكرو البعث والإعادة.

الطائفة الثالثة: عباد الأصنام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015