وصابئة الهند: مفزعها الثوابت.
وسنذكر مذاهبهم على التفصيل على قدر الإمكان بتوفيق الله تعالى. وربما نزلوا عن الهياكل إلى الأشخاص التي لا تسمع ولا تبصر ولا تغني عنهم شيئاً.
والفرقة الأولى: هم عبدة الكواكب.
والثانية: هم عبدة الأصنام.
ثم قال ص673 ذاكراً مذهب أصحاب الروحانيات: " ومذهب هؤلاء أن للعالم صانعاً فاطراً حكيماً مقدساً عن سمات الحدثان، والواجب علينا معرفة العجر عن الوصول إلى جلاله. وإنما يتقرب إليه بالمتوسطات المقربين لديه، وهم الروحانيون المطهرون المقدسون: جوهراً، وفعلاً، وحالة.
أما الجوهر فهم المقدسون عن المواد الجسمانية المبرؤون عن القوى الجسدانية، المنزهون عن الحركات المكانية، والتغيرات الزمانية، قد جبلوا على الطهارة، وفطروا على التقديس والتسبيح، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وإنما أرشدنا إليهم معلمنا الأول: عاذيمون، وهرمس.
فنحن نتقرب إليهم ونتوكل عليهم، وهم أربابنا وآلهتنا، ووسائلنا وشفعاؤنا عند الله، وهو رب الأرباب وإله الآلهة رب كل شيء ومليكه" اهـ.
والغرض من نقل هذا كله تبيان بعض حال الصابئة الذين عبدوا الكواكب؛ لشبهة الوصول إلى الله عن طريق من جُبلَ على الطهارة والتقديس والتسبيح.
وبين شرك قوم نوح وشرك قوم إبراهيم جامعٌ تفرعت عنه أصناف الشرك بعد في الناس، فمقل من الشبه ومستكثر، فبعثت لهم الرسل، فكان شرك قوم نوح يرجع إلى مظاهر الصلاح في البشر، وشرك قوم