هذه مفاهيمنا (صفحة 79)

وفي هذا تنبيه لعلة الرواية عنده، يفهمها المشتغلون بعلم الحديث.

قال: ومنهم: القرطبي المفسر.

الجواب: ذكر القرطبي نحواً من قصة الأعرابي، وحكايته لها لا يدل على قوله بموجب كل لفظٍ فيها.

ومن هذا ينجلي الغطاء، وينكشف ما تحت الكساء، ويظهر أن قول صاحب المفاهيم فيه تجنّ على أكثر من ذكرنا قولهم، وما كان يحسن به هذا، وهو شيء لم يسبق إليه ولم يفعله المصنفون قبله؛ ذلك لأنه مردود على مقتضى قواعد أهل العلم، وبالله التوفيق.

ذكر ص 54:

استغاثة الخلق يوم القيامة بالأنبياء وآخرهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ ليشفع إلى ربه في أهل الموقف ... إلخ.

ثم قال: "فهذا إجماع من الأنبياء والمرسلين وسائر المؤمنين، وتقرير من رب العالمين، بأن الاستغاثة عند الشدائد بأكابر المقربين من أعظم مفاتيح الفرج ومن موجبات رضى رب العالمين" اهـ.

أقول: هذه جراءة قبيحة على رب العالمين، وعلى أنبيائه ورسله، فلو صعدت أبخرة هذه الجراءة إلى السحاب لنزل ماؤه سماً زعافاً، ولو نزلت إلى ينابيع الماء لقلبتها ناراً تلظى.

ولكن الهوى يفسد العقول، ويجر إلى عبادة غير الله {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ} [الجاثية: 23] ، {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً} [الفرقان: 43] ، أيكون دين الجاهلية قرره رب العالمين؟!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015