هذه مفاهيمنا (صفحة 204)

ولذا قال أُسيد بن حُضير في سبب مشروعية التيمم: " لقد بارك الله للناس فيكم يا آل أبي بكر" أخرجه البخاري في " التفسير " من صحيحه.

واللفظ المروي عند الشيخين البخاري ومسلم: "ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر" ومعنى اللفظين واحد، ومعلوم أنه ما كان أسيد ولا غيره يبتغي من أبي بكر أو آله بركة ذاتٍ كما كانوا يفعلونه مع النبي صلى الله عليه وسلم، من التبرك بشعره ونحوه، وإنما هي بركة عمل هو الإيمان والتصديق والنصرة والاتباع.

ومن ذلك ما قالته عائشة -رضي الله عنها- لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث قالت: " فما رأيت امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها" أخرجه أحمد في " المسند " (6/277) ، وأبو داود في " السنن " بإسناد جيد.

فهذه بركة عمل لتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بها، فكان أن سبب ذلك عتق كثير من قومها.

التبرك بالنبي محمدٍ صلى الله عليه وسلم:

إن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم مبارك الذات، مبارك الصفات، مبارك الأفعال، وهذه البركة فيه صلى الله عليه وسلم متحققة في ذاته وصفاته وأفعاله.

فقد ثبت عن بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يتبركون بأشياء منفصلة عن بدنه كالشعر، والوضوء، والعرق وغير ذلك، مما جاءت به الأحاديث الصحيحة، في الصحيحين وغيرهما.

فله صلى الله عليه وسلم من أنواع البركة أعلى ما يهبه الله بشراً من رسله، وأجزاؤه صلى الله عليه وسلم تتعدى بركتها، ويجوز التبرك بها، كما فعلت جماعة من الصحابة.

وأما آثاره المكانية كمكانٍ سار فيه، أو بقعةٍ صلى فيها، أو أرض نزل بها فلم يعرف دليل شرعي يومئ أو يشير إلى أن بركة بدن الرسول صلى الله عليه وسلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015