هذه مفاهيمنا (صفحة 165)

" وقال صلى الله عليه وسلم: "إن لله خلقاً خلقهم لحوائج الناس يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب الله"، فانظر إلى قوله صلى الله عليه وسلم: "يفزع إليهم في حوائجهم" ولم يجعلهم مشركين بل ولا عاصين ".

أقول: لم يذكر مخرج الحديث، فقد رواه الطبراني في " المعجم الكبير " 1 عن ابن عمر -رضي الله عنه- قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " (8/192) : فيه شخص ضعفه الجمهور، وأحمد بن طارق الراوي عنه لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح، هذا ما نقله المناوي في " فيض القدير " (2/477-478) عن الهيثمي وما في المجمع المطبوع مختل، وبه بياض فلتراجع نسخة مضبوطة.

ورواه ابن عساكر في " تاريخه " عن ابن عمر. ورواه ابن عدي في " الكامل في ضعفاء الرجال " (4/1507) من طريق عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو قال حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر به.

وهذا إسناد ضعيف جداً وإن قيل بوضعه كان متجهاً؛ لأن عبد الرحمن حدث عن أبيه بالموضوعات كما قاله الحاكم وغيره، والراوي عنه عبد الله بن إبراهيم من الضعفاء.

وأورد الكاتب أحاديث في الحث على قضاء حوائج الناس، مستدلاً بها على فساد فهم أهل العلم الذين قالوا بأن ترك سؤال المخلوق القادر على الإجابة من إكمال التوحيد، وأن من سأل من لا يقدر على الإجابة ممن زال عن دار العمل والتكليف دار الدنيا، فقد أشرك.

وما فهم العلماء بفاسد، ولكن فهم المعجب بفهمه هو الفاسد، ونُذَكر الكاتب بقوله في أهل العلم: " وكيف يفتح الله علينا لنستفيد من علومهم إذا كنا نعتقد فيها الانحراف والزيغ عن طريق الإسلام" ص 39، وحق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015