هذا فما فتح لكاتب المفاهيم أبواب الاستفادة من أقوالهم؛ لأنه يعتقد فيها الانحراف، حيث قال:
" وهذا الحديث يخطئ كثير من الناس في فهمه"، والذين أخطؤوا هم العلماء، فعلى نفسه حكم، ولمفاهيمه وزن.
وختم كلامه على الحديث ص 99 بعجب عجيب وأمر مريج فقال: " وبهذا يبين أن المقصود من الحديث ليس ما توهموه، فإنه فاسد واضح الفساد كما تبين، وإنما المقصود الترهيب من سؤال الناس أموالهم بلا حاجة طمعاً فيها". وهذا التأويل يعرف الجهال فساده.
قال ص 98:
" ومن أخذ بالسبب الذي أمر الله بسلوكه لنيل جوده فما سأل السبب بل سأل واضعه، فقول القائل: يا رسول الله! أريد أن ترد عيني أو يزول عنا البلاء أو أن يذهب مرضي، فمعنى ذلك طلب هذه الأشياء من الله بواسطة شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو كقوله: ادع لي بكذا واشفع لي في كذا، لا فرق بينهما إلا أن هذه أصرح في المراد من ذلك" اهـ.
أقول:
إن قول القائل: يا رسول الله! أريد أن ترد عيني أو أن يذهب مرضي من شرك التصرف، وهو شرك أكبر ناقل عن الملة.
وأما قول القائل: ادع لي بكذا واشفع لي في كذا، سائلاً النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته فهو من شرك التقريب والشفاعة.
وكلا الأمرين شرك ولكن الأول أعظم وأشد؛ لأن معناه إشراك رسول الله صلى الله عليه وسلم في التصرف، فقائله -كما هو الحال المشاهد من قائلي مثل هذا مع غير النبي صلى الله عليه وسلم من الصالحين- يعتقدون أن الميت يتصرف في جزءٍ من