ومنهم مرة بن الخطاب بن عبد الله بن حمزة، من بني قريع بن عوف، وكان يهزأ من أبيه ويؤنبه في بعض أخلاقه:
ربذَيته وهو مثل الفرخ أعظمهُ ... أمُّ الطَّعام على أعطافه الزَّغبُ
حتّى إذا آض مثل الجذع شذَّبه ... أباره وأنبرى من متنهِ الشَّذبُ
أنشا يزوَّر أخلاقي يؤدبني ... قد كنت قبلكَ معروفاً لي الأدبُ
وجاذبتني القراني فاستمرَّ بهم ... مني أمينُ القوى صلبٌ إذا جذبوا
فما تحنُّ جمالي حين أصرفها ... عند الشَّياع ولا يقتادني الجنبُ
ولا فحومٌ إذا ما الرَّيق غصَّ به ... ولا صخوبٌ إذا ينفع الصخب
فأتِ الذي أنت آتٍ غير موعدنا ... فقد ترى سبلَ إخوانٍ لنا ذهبوا
شظَّى عصاهم فأضحوا لا جميعَ لهم ... كرَّ المنايا ودهرٌ مرَّةً عقبُ
7
وكان منهم ابن أم ثواب الهزانية، وكانت امرأته تغربه بها في السر، وتسمعها في العلان: مهلاً عن أمنا فإن لنا فيها حاجةً! فقالت أم ثواب: