فقد تركوا الأهلين والمالَ خلفهم ... وبيضاً عليهنّ الجربيب خرّداً

ينادينَهم مستعيراتٍ إليهم ... وقد دفْن دمعاً ف يالخدود وإثمدا

فإلاَّ تداركهنَّ منك برحمةٍ ... يكنَّ سبايا والبعولةُ أعبدا

أنكثاً وعصياناً وجنباً وذلةً ... أهان إلهي مَن أهان وأبعدا

لقد شَأمَ المِصرين فرخُ محمدٍ ... بحقً وما لاقى من الطَّير أسعَدا

كما شأًم اللهُ النُّجير وأهله ... بجدً له قد كان أشقى وأنكدا

ولما زحفنا لابن يوسفَ غدوةً ... وأبرقَ منَّا العارضانِ وأرعدا

فكافحنا الحجَّاجُ دونَ صفوفنا ... كِفاحاً ولم يضربْ لذلك موعدا

فما لبثَ الحجاجُ أن سلْ سيفه ... علينا فولىَّ جمعنا وتبدَّدا

وما زحفَ الحجَّاجُ إلاَّ رأيته ... معافى مُلقًّى للحُتوف معودّا

إذا قال شدُّوا شدَّةً حملوا معاً ... فأنهل خرصانَ الرِّماح وأوردا

فلم ينفعه ذلك عنده حتى قتله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015