رجعوا إلى أهليهم تهاجيا وتفاخروا بأشعار كثيرة، وإن هدبة قال:
ناطوا إلى قمر السماء أنوفهم ... وعن التراب خدودهم لا ترفَع
ولدت أميمة أعبُداً فغذت بهم ... ثجلا إذا مشت القوئم تظلع
ابني أميمة إن طالع لؤمكم=لونٌ إذا وضح المراسن أسفع قال: فغضب زيادة وأصحابه، فجاءوا إلى منزل هدبة ليلاً فأخذوه وأباه، فشجوا أباه عشراً، ووقفوا هدبة، فقال زيادة:
شججنا خشرماً في الرأس عشراً ... ووقفنا هديبة إذ هجانا
فقال هدبة:
إن الدهر مؤتنفٌ طويل ... وشرُّ الخيل أقصرها عنانا
وشرُّ القومِ كلُّ فتىً إذا ما ... مرنه الحربُ بعد العصب لانا
فمكث هدبة ما شاء الله، حتى إذا برىء جمع لهم، فخرج إليهم بأصحابه فوجدوا زيادة ورفيعا وأدرع، ولم يجدوا من رجال الحي غيرهم، فهرب رفيع وأدرع لما رأيا ما جمع القوم، وأخذوا زيادة فجدعوه بسيوفهم حتى إذا ظنوا أ، هم قد قتلوه انصرفوا.