ومنهم:
كان الحراث بن أبي شمر الغساني لما قتل المنذر بن ماء السماء بعث رجلاً من أهل بيته يقال له الأبرد، فنزل بين العراق والشام، وكان يسمى المليك أي ليس بملك تامٍ فأتاه عبد عمرو فامتدحه فوصله، فلم يرض صلته، فهجاه فقال:
كأنَّ ثناياه إذا افترَّ ضاحكاً ... رؤوس جراد في رؤوس تحسحس
فقال: ويلكم، ائتوني بجراد. فأتى بجراد فأمر به فوضع على النار، فرآهن يتحركن، فقال: ويلكم، إن ابن عمار لم يهجنى ولكن سلح علي! وكان مما هجاه به أرضاً قوله:
قل للذي خيرهُ دون الصهاقيم ... ومنطنيى عندنا أحلا من الدبس
لو كنت كلبَ قنيص كنت ذا جدد ... قبح ذا وجه أنفٍ ثمَّ منتكس