إليها ويستولي على ملكها، وخالفهم قصير بن سعد بن عمرو بن جذيمة بن قيس ابن هليل بن دمي بن نمارة لابن لخم، فقال: هذا رأي فاتر، هذا رأي فاتر، وغدر حاضر. فإن كانت صادقة فلتقبل إليك، وإلا فلا تمكنها من نفسك فتقع في حبالها، وقد وترتها وقتلت أباها! فلم يوافق جذيمة ما أشار به قصير وقال: أنت امرؤ رأيك في الكن لا في الضح. ومضى جذيمة في وجوه أصحابه فأخذ على شاطئ الفرات الغربي، فلما نزل الفرضة دعا قصيراً فقال: ما الرأي؟ فقال: "ببقة تركت الرأي". قال: فما ظنك بالزباء؟ قال: "القول رادف، والحزم عثراته لا تخاف". واستقبله رسلها بالهدايا والألطاف فقال: يا قصير، كيف ترى؟ قال: "خطر يسر في خطب كبير"، وستلقاك الخيول، فإن سارت أمامك فالمرأة صادقة، وإن أخذت [جنبيك وأحاطت بك] فالقوم غادرون بك.

فلقيته الخيول فأحاطت به حتى دخل على الزباء، فلما رأته كشفت عن فرجها فإذا هي مضفورة الإسب، فقالت، يا جذيمة، أذات عروس ترى؟ قال: بلغ المدى، وجف الثرى، وأمر غدر أرى! فقالت: والله ما بنا من عدم مواس، ولا قلة أواس، ولكنها شيمة ما أناس. ثم أجلسته على نطع،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015