وسقته الخمر، ثم أمرت بقطع رواهشه، فجعل دمه يسيل في طست من ذهب، فلما رأى دمه قال: "لا يحزنك دمٌ أهراقه أهله! ".

ومنهم:

حسان بن تبع

وكان أعسر أحول، وإنه خرج من اليمن سائراً حتى وطئ أرض العجم، وقال: لأبلغن من البلاد ما لم يبلغه أحد من التبابعة! فأوغل بهم في أرض خراسان، ثم مضى إلى المغرب فبلغ رومة وخلف عليها ابن عم له، وأقبل إلى العراق حتى إذا صار إلى فرضة نعم بشاطئ الفرات قالت وجوه حمير: ما نفني أعماونا إلا مع هذا، يطوف في الأرض كلها، تغيب عن أولادنا وعيالنا وبلادنا وأموالنا؛ وما ندري ما يخلف عليهم بعدنا. فكلموا أخاه عمرا وقالوا: كلم أخاك في الرجوع إلى لبده وملكه. فقالوا: هو أعسر من ذاك وأنكد. فقالوا: فاقتله وتملك علينا فأنت أحق بالملك من أخيك، وأنت أعقل وأحسن نظراً لقومك! فقال: أخاف ألا تفعلوا، وأكون قد قتلت أخي وخرج الملك عن يدي. فواثقوه حتى ثلج إلى قولهم، واجتمع الرؤساء كلهم معه على قتل أخيه إلا ذي رعين. فإنه خالفهم وقال: ليس هذا برأي، يذهب الملك من حمير! فشجعه الباقون على قتل أخيه، فقال ذو رعين: إن قتلته باد ملكك. فلما رأى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015