عروش أنوشروانكم وقباذكم، وفلت غرب يزدجركم وشهرياركم. وسدوا مسالككم، وخلعوا خلع الخمائل ممالككم، وحطوا عن مفارقكم تيجانكم، ونسخوا فصحكم ومهرجانكم، وورثوا أرضكم ودياركم، وأطفئوا بنور الله ناركم. أصخ أيها الغمر، فقد آن لك أن توقد بصيرتك مدراج العمر، فتذكر قتلى باليرموك وجبت جنوبها، وأشلاء بالقادسية عصف عليها من المنون هبوبها، تهافتوا علينا أمثال الدبا، لم تغن عنهم الأسنة ولا الظبا، فتعلم أن البأس للعرب، وأن النبع ليس من الغرب
ولم أر أمثال الرجال تهافتوا ... على المجد حتى عدّ ألف بواحد
هم طردوكم عن أكناف الشام، ورستاق العراق، طرد غرائب النياق، وجذوكم عن تخوم بابل وخراسان، جذ العير الصليان:
بضرب يزيل الهام عن مستقره ... وطعنٍ كإيزاغ المخاض الضوارب
مكر، نكر، لم يتخذوا القصور وكورا، ولكن مذاكى ذكورا.
بنيتم بالشيد وبنينا وأحدقتم، بالحيطان، وأحدقنا بعوالي المران، وألفتم الأبنية والأندية، وجبنا في طلب العز المهامة والأودية، وأذلتم الدبابيج والمرمر، وذللنا العنانيج الضمر. جررة عوال، وبذلة نوال: