فَرح مسرور فَدَخلَهَا الْعَدو وَقبض قصبتها وَاسْتولى عَلَيْهَا فِي الْعشْر الأول من شهر صفر عَام خَمْسَة وَتِسْعين وثمان مئة وَدخل فِي ذمَّته جَمِيع فرسَان الْأَمِير مُحَمَّد بن سعد وَجَمِيع قواده وصاروا لَهُ عونا على الْمُسلمين وطوعوا لَهُ جَمِيع الْبِلَاد والقرى والحصون الَّتِي كَانَت تَحت طاعتهم من مَدِينَة المرية إِلَى مَدِينَة الْمنْكب وَمن مَدِينَة الْمنْكب إِلَى قَرْيَة البذول فَقبض صَاحب قشتالة ذَلِك كُله من غير قتال ولاحصار وَلَا تَعب وَلَا نصب فَإنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون
وَجعل فِي كل قَصَبَة قائدا نَصْرَانِيّا مَعَ جمَاعَة من النَّصَارَى يحكم فِي ذَلِك الْموضع
وَفِي هَذَا الشَّهْر خلصت جيمع بِلَاد الأندلس لصَاحب قشتالة وَدخلت تَحت طَاعَته وتدجن جَمِيع أَهلهَا وَلم يبْق للْمُسلمين فِي الأندلس غير مَدِينَة غرناطة وَمَا حولهَا من الْقرى خَاصَّة
وَزعم كثير من النَّاس أَن الْأَمِير مُحَمَّد بن سعد وقواده باعوا من صَاحب قشتالة هَذِه الْقرى والبلاد الَّتِي كَانَت تَحت طاعتهم